"ميدو حرب".. يثير الرعب!!

بعد سنوات من الغربة ألقي "عبدالمنعم" عصا الترحال. وقرر الاستقرار بأسرته في الوطن علي الأقل من أجل ابنته "البكرية" التي بلغت سن الزواج ويجب أن تكون تحت الأنظار حتي يطرق بابها العرسان وتستقر في بيت العدل.
لم يخب ظن الرجل. فقد طرق بابه أكثر من عريس.. اختار من بينهم شاباً وسيماً كان واضحا أنه "طمعان" في "كرم" العائلة العائدة من الخليج.. ولكن كان العريس يخفي السم في العسل.. وما خفي كان أعظم!!
الابنة دفعت ثمن زواجها تحت ضغط قلبها.. تروي "خيبة الأمل" التي لحقت بها.. تقول : بعد أن عدنا إلي القاهرة ببضعة أشهر. لاحظت أن شاباً تربطه صلة بالجيران يحوم حولي كان يدير مشروعا صغيراً في مدينة 6 أكتوبر.
بالقرب من بيتنا.. كان يرمقني بنظراته كلما ذهبت أو عدت إلي البيت. وكنت ألاحظ نظرات الاعجاب. وأمضي في طريقي. كأي فتاة تمر مر الكرام علي نظرات الاعجاب "مرسال خير" بعد فترة.. طرق باب بيتنا أحد الجيران.. كان ينظر لي ويضحك شيء ما بداخلي جعلني أدرك أن هذه الزيارة من أجلي.. وكان حديثا صادقاً!!
بعد انصراف الضيف.. انتحي بي والداي جانبا وأخبراني أن الشاب "إياه" أرسل الجيران ل "جس النبض" قبل أن يتقدم لخطبتي!
كنت "مهيأة" لهذا الخبر. فقد كانت نظراته الحالمة قد "عملت عمايلها" في قلبي وقام "كيوبيد" الحب بدوره بغرس سهامه في قلبي..
لزمت الصمت.. ولم أرد .. ضحكا.. قالا لي: علي بركة الله .. السكوت علامة الرضا.
وصلت الرسالة الايجابية إلي العريس.. فأسرع بالمجيء وكأنه كان ينتظر "علي نار" قدم نفسه بصورة جيدة أثارت اعجاب الجميع... قال إنه شاب مكافح يدير مشروعه الخاص الذي يكفيه.. لكنه لا يملك أكثر من استئجار شقة "قانون جديد" ولن يساعد كثيراً في الأثاث.
أخذنا فرصة للتشاور.. كان أبي يقف في صف العريس.. قال : "ومالوا".. خذوهم فقراء يغنيكم الله.. وقرر أن يقف معنا ويساعدنا بقدر ما يستطيع.
كان أبي عند حسن ظني به. لم يبخل علي بشيء وقام بتأثيث عش الزوجية من "الابرة للصاروخ".
تم الأمر كله بسرعة كبيرة فالشقة جاهزة والأثاث في المحلات. وكل يوم نضيعه من عمرنا.. خلال 40 يوما فقط انتهينا من تجهيز الشقة وتزوجنا. لأكون صاحبة أسرع خطوبة وزواج في التاريخ.
بعدما وقع المحظور. ودخلت في القفص الذهبي. ولم يعد أملك من الأمر شيئا. كشف زوجي عن سره الدفين اعترف لي أنه قضي 7 سنوات في السجن. بسبب مشاجرة قطع خلالها يد غريمه في لحظة كان الشيطان يسيطر عليه خلالها!!
بلعت ريقي.. طلبت منه أن يعيد الرواية. فربما "سمعت غلط".
لكن.. كانت المعلومة "صحيحة"!!!
الصدمة الأولي
استوعبت الصدمة الأولي.. اعتقدت أنني يمكن أن اتعايش معها. فمن غير المعقول أن أنهي حياتي بهذه السرعة.. فماذا سيقول الناس..
لكن القادم كان أسوأ.. ولياليه أكثر ظلماً وظلمة!!!
لم تكن الجريمة التي دخل بها زوجي السجن مجرد صدفة أو لحظة غلبه فيها شيطانه.. فقد كان "مسجل خطر" من الفئة "ج" حتي أنه كان مشهوراً بين الأشقياء أمثاله بلقب "ميدو حرب"!!
بعدما كشف عن وجه القبيح. بدأ "حرب" يعيش حياته الحقيقية.. مخدرات وسهرات قمار وسكر.. في قلب "عش الزوجية"!!!
ولأول مرة في حياتي.. رأيت علي الطبيعة ما كنت أراه علي الشاشة الكبيرة. صاحب المنزل "يقطع" الحشيش. بينما الدخان الأزرق الذي ينفثه الأشقياء "يعبق" المكان.. وقبل أن تنتهي السهرة. وبعد أن يذهب الحشيش برءوس "الضيوف" يبدأون في التحرش بي بنظرات كلها رغبة جامحة. وعبارات أطراء لجمالي ورشاقتي. فصاحب البيت في "دنيا ثانية". والكل في شبه غيبوبة عن الواقع والاخلاق!!
مشروع فاشل
وتطورت الأمور إلي أبعد من ذلك. فقد أغلق زوجي مشروعه الذي لم يكن متفرغا له. وأصبح مضطراً لغض الطرف عن تصرفات "الزبائن" فزادت جرأتهم في مضايقتي إلي درجة لم أكن أتصورها.. وأخجل حتي من التصريح بها!!
اعترضت علي تحويل بيت الزوجية إلي "وكر" قلت له "روح اشرب الهباب ده بره".. ضربني بعنف ووحشية.. قال : أنا حر في بيتي.. ودي حياتي!!
كنت حاملا.. خشيت أن يتسبب في اسقاط الحمل. فهجرته إلي منزل أسرتي وأقمت دعوي خلع. فلا يعقل أن أنتظر حتي يبيعني في النخاسة.
لكنه لم يتقبل الأمر بصدر رحب.. جمع البلطجية وهجم علي البيت.. وبدأ في اثارة الرعب والمشاكل كل يوم وليلة.. حررنا عدة محاضر في قسم شرطة 6 أكتوبر.. لكنها لم توقفه. ومع أنه هارب من تنفيذ أحكام بالسجن.. إلا أنه مازال حراً طليقا. بل أضطرنا أنا وأسرتي إلي الهروب من البيت واللجوء إلي "ملاذ آمن" لا يعرفه بعد أن أصاب أبي بجرح نافذ. وهدد بقتل شقيقي الأصغر!!
أناشد السيد وزير الداخلية حمياتي.. فأنا وعائلتي نعيش كلاجئين لدي الأقارب... ولا نستطيع العودة إلي "الديار" التي يتربص فيها البلطجي.. وزملاؤه!!