صاروخ فلسطينى يصل عسقلان لأول مرة

أعلن الجيش الإسرائيلى أمس أن صاروخاً من طراز «جراد» أطلقه فلسطينيون من قطاع غزة انفجر صباح أمس فى مدينة عسقلان جنوب إسرائيل، وهى أعمق نقطة يبلغها صاروخ داخل الأراضى الإسرائيلية منذ دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ فى ١٨ يناير بعد الهجوم الإسرائيلى الذى أدى إلى استشهاد نحو ١٣٣٠ فلسطينيا، إلا أن ناطقا عسكريا قال إن الصاروخ لم يؤد إلى وقوع إصابات.

وصرح متحدث عسكرى آخر فى تل أبيب بأن الفلسطينيين أطلقوا قرابة ٤٠ صاروخاً فى اتجاه جنوب إسرائيل منذ أن أوقف الجيش الإسرائيلى هجومه على غزة.

وعلى الفور، عقد رئيس الوزراء الإسرائيلى إيهود أولمرت ووزير الدفاع إيهود باراك ووزيرة الخارجية تسيبى ليفنى اجتماعا صباح أمس، حسبما ذكرت ليفنى للإذاعة الإسرائيلية رافضة كشف مضمون اللقاء. وقالت الإذاعة إنهم درسوا ردا ممكنا على إطلاق الصاروخ.

وقالت ليفنى: «يجب ضرب حماس بقسوة وإلا سيختل توازن الردع الذى أقمناه خلال عملية غزة»، فيما قالت إذاعة الجيش الإسرائيلى إن باراك دعا من جهته بشكل طارئ أجهزة الأمن ومسؤولى الأمن إلى اجتماع.

وفى وقت سابق، أكد باراك - أثناء إلقائه خطاباً انتخابياً استعداداً لانتخابات ١٠فبراير - إنه سيضغط من أجل الحل القائم على دولتين للنزاع الإسرائيلى مع الفلسطينيين إذا اختير رئيسا للوزراء، واقترح الربط بين قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة عن طريق حفر نفق تحت أراضى إسرائيل.

وأضاف باراك إن الجيش الإسرائيلى سيواصل العمل ضد «حماس» فى غزة، ولكن إسرائيل لا تريد شن عملية موسعة أخرى فى القطاع، فى تصريحات تتعارض مع رؤية ليفنى التى قالت إنه إذا لزم الأمر ستشن إسرائيل هجوما جديدا على غزة.

وشددت ليفنى - التى تخوض الانتخابات المقبلة على رأس حزب الوسط «كاديما» -، على أنه مهما حدث فلن تتفاوض إسرائيل مع «حماس»، وصرحت الوزيرة الإسرائيلية أمس بأن ٢من أعضاء مجلس الشيوخ الفرنسى تمت مقاطعتهما الأسبوع الماضى خلال زيارة قاما بها إلى إسرائيل بعدما التقيا قادة من «حماس» فى دمشق.

ومن جانبه، قال زعيم حزب الليكود الإسرائيلى بنيامين نتنياهو «إن على إسرائيل أن ترد بقوة وفوراً» على إطلاق الصاروخ الفلسطينى، مشيراً إلى أنه لن يكون هناك مفر من الإطاحة بنظام حكم «حماس» فى غزة.

جاء ذلك فيما واصلت الزوارق الحربية الإسرائيلية أمس إطلاق نيران أسلحتها الرشاشة وقذائفها تجاه مراكب الصيد قبالة سواحل جنوب قطاع غزة، إلا أنها لم توقع إصابات، فيما شنت الطائرات الإسرائيلية غارة وهمية غرب مدينة خان يونس جنوب القطاع.

وفى تلك الأثناء، بدأ مدعى المحكمة الجنائية الدولية لويس مارينو أوكامبو «بحثًا أوليًا» حول ارتكاب إسرائيل جرائم فى غزة. وأوضح مكتب المدعى أن أوكامبو تلقى «اتصالات» حول هذا الموضوع من وزير العدل الفلسطينى على خشان ومن نحو٢٠٠شخص ومنظمة غير حكومية.

وأن المكتب «سيدرس بعناية كل ما له علاقة بهذا الموضوع بما فى ذلك مشاكل الصلاحية»، إلا أنه أضاف أن «هذا البحث الأولى لا يعنى أن تحقيقا سيفتح».

وعلى الصعيد الإنسانى، اتهمت منظمة «أوكسفام» الدولية السلطات الإسرائيلية بمنع وصول أكثر من ٥٠% من الحد الأدنى من احتياجات قطاع غزة اليومية المعتادة، فيما أبحرت باخرة محملة بالمساعدات أمس الأول من مرفأ طرابلس فى شمال لبنان متوجهة إلى غزة، فى بادرة تضامن من ناشطين لبنانيين لكسر الحصار الإسرائيلى على غزة.

وفى الوقت نفسه، نفت مصادر فى ديوان رئيس الوزراء الإسرائيلى إيهود أولمرت أن تكون حكومته وافقت على الإفراج عن معظم أسرى «حماس»، وأمين سر حركة فتح فى الضفة الغربية مروان البرغوثى، مقابل إطلاق سراح الجندى الإسرائيلى الأسير جلعاد شاليط.