خطأ.. في المنظومة الحمراء

سقوط الأهلي.. يعني سقوط الرياضة المصرية!! .. هبوط الأهلي يؤكد تراجع الرياضة المصرية!! هزيمة الأهلي في القدم والسلة والطائرة واليد.. تؤكد ان هناك خطأ كبيراً في المنظومة الحمراء!!
عفواً.. لا اتحدث عن كرة القدم بعد أن خرجت معظم بطولات الناشئين والشباب من بيتها القديم!!
عفواً.. لا اتحدث عن فريق القدم العملاق الذي كان بطلا عظيما حقق رباعية متتالية في الدوري المصري وحقق برونزية كأس العالم للأندية.. واحتفظ باللقب الافريقي.
عفواً.. لا اتحدث عن فريق الأهلي الذي خرج محمولاً في التابوت هذا الموسم بعد أن كان يخرج محمولا علي الأعناق وتدق له أجراس الفرحة والاعتزاز والفخار!!
عفوا.. اتحدث عن اهلي موسم 2008/2009 في الطائرة واليد والسلة والقدم.. باعتباره العملاق الذي يقود سفينة الرياضة المصرية ومنتخباتها!!
الأهلي خرج. ونتمني أن يعود.. لأن عدم عودته.. ضياع لكل منتخبات مصر!!
نعم هناك خطأ في منظومة الرياضة بالأهلي.. لأن الخط البياني في تدن وهبوط.. كل الفرق الجماعية تراجعت بشكل كبير.. ولا يمكن أن يحدث هذا لأسباب فنية بحتة.. بل لابد أن تكون هناك أسباب اخري أظنها نفسية. لأن ابناء الأهلي ظنوا أنهم قوم لا يهزمون. لا يخسرون. اسياد البطولات فوق كل البشر. عندما يلعبون يصفق لهم الجميع ولابد من الفوز. عندما يسجلون فلا يستطيع أحد أن يسجل في مرماهم. وإذا خسروا فهناك من يتحداهم من الحكام والاتحاد ولجنة المسابقات!!
هناك خطأ في منظومة الأهلي. لأن السقوط الجماعي في كل الالعاب الجماعية.. لا يحدث بالصدفة.. ولا يمكن أن تنصلح الأحوال بالصدفة أيضا!! فما أسهل ان تهدم معبداً علي رأس الجميع.. والمعبد هو كل فرق الأهلي.. ومن الصعب أن تبني بيتا صغيرا وليس معبداً حتي ولو كان هذا البيت لعبة واحدة وليس كل الألعاب!!
هنا لابد أن نعود لنظام الأهلي الثابت الذي لا يهتز أمام خسارة أو هزيمة.. لكنه من المؤكد سيهتز امام السقوط الجماعي. فعلي قدر المصائب يكون التفكير. وعلي قدر الخسائر يكون القرار!!
الأهلي صاحب مبدأ.. نعم!! والأهلي مؤسسة ثابتة الأركان لا تهتز بفعل الرياح أو بمن يجلس فوق الكرسي. وهذا أيضا نشهد به للأهلي!!
ومبدأ الاهلي أن الحساب في آخر الموسم. كل مدرب يعمل بحرية كاملة لنحاسبه علي المجموع وليس بنظام.. مادة أو تيرم دراسي منفصل!!
والموسم يكاد يكون انتهي الآن.. وخذ عندك؟!!
كرة القدم فشلت بنسبة 90% حتي الآن.. لكن ليه!!؟
* الفريق خسر بطولة الكأس!!
* الفريق خسر اللقب الافريقي..
* الفريق خرج من البطولة المحببة إليه التي تشيعه إلي كأس العالم.. والقدر ونظام المسابقة هو الذي خدمه وغير اتجاهه إلي الكونفيدرالية. والله أعلم... هل سيكمل أم سيودع!!
* والفريق تدهور بدنياً بشكل واضح.
* وهو الفريق الذي تفتحت شباكه. وانعدمت خطورته.
* وهو الفريق الذي يقوده مدرب صفقنا له جميعا من قبل. لكنه اصيب بالغرور يوم ان قال بكل ثقة سأفوز بالدوري بفارق 15 نقطة.. فإذا بهذه الجملة تقود اللاعبين إلي هاوية الغرور والثقة المجنونة.. فتوالي ضياع النقاط حتي تحول الفارق إلي الإسماعيلي وأصبح قاب قوسين أو أدني من اللقب!!
* ماذا تبقي إذا لفريق الكرة سوي اسماء لاعبيه؟! ماذا تبقي من الفريق سوي حب جماهيره المجنونة بعشق اللون الأحمر.. رغم دموع الحسرة!!؟
* قد يقول البعض ولماذا أدعي ان الاهلي الكروي فشل هذا الموسم بنسبة 90% رغم ضياع كل شيء؟!!
للحق فالأهلي مازال يتعلق بالأمل حتي الآن ليفوز بمبارياته الثلاث المتبقية ويتساوي مع الإسماعيلي ويلعب مباراة فاصلة في ملعب محايد لتحديد البطل!! إذا الأمل موجود وبنسبة كبيرة أيضاً!!
لكن يبقي السؤال الذي سأطرحه علي كل الاهلوية!!
هل يعجبكم الأهلي 2009!؟!
هل الاداء والنتائج ومستوي اللاعبين واللياقة تعجبكم؟!
* إذا عقدنا المقارنة بين أهلي السنوات السابقة منذ أن تولي جوزيه المسئولية وأهلي ..2009 سنجد أن الفارق شاسع.. ما بين السماء والأرض!!
زمان كان جوزيه اكثر تعقلا.. لا يفتعل المشاكل؟!
زمان كان جوزيه واثقا وليس مغرورا!!
زمان كان جوزيه يبحث عن مجد كروي في بلاد الفراعنة وفي القارة السمراء حتي حقق كل ما يريد وحصل علي أعلي وسام في بلده البرتغال بفضل ما قدمه مع فريق الأهلي. وما قدمه الأهلي إليه!!
زمان كان جوزيه يصنع فريقاً ليحقق البطولات.. لكنه الان يعمل بعقلية التاجر الشاطر الذي يريد أن يحقق أكبر مكاسب ممكنة في أقل وقت متاح وبنفس الأدوات واللاعبين الذين أتلفهم الزمن وأرهقهم الاستهلاك وخانتهم اللياقة وأكلهم الاجهاد!!
زمان كان جوزيه يختار اللاعبين ويوظفهم لكن كثرة استعمال اللاعب تحتاج في النهاية لعمل "عمرة" سريعة.. وجوزيه لا يريد أن يصدق أن عوامل "التعرية" أكلت اللاعبين في أجواء مصر وافريقيا واليابان وفي المنتخب وسفرياته.
عفواً.. الأهلي يحتاج "لعمرة" كاملة!!
يحتاج للعمرة في القدم والسلة والطائرة واليد لأن نفس الظروف تنطبق علي الجميع!!
في الطائرة خسر علي أرضه من الزمالك وفشل في انتزاع اللقب الافريقي الذي أحتفظ به الزمالك. وشاءت الاقدار أن يكون السقوط الأهلاوي مزدوجا في القدم والطائرة وفي ليلة واحدة!! وفي أحضان الأهلي!!
وفي اليد فاز الزمالك علي الأهلي "رايح جاي".. وفي السلة.. اهتزاز وسقوط وضياع!!
آن الأوان يا مجلس الأهلي أن تفتح الملفات الرياضية. لا وقت للتفكير في مبدأ الحساب نهاية الموسم.. لأن ما حدث يدفعنا مبكرا لاختتام الموسم بعد ضياع الالقاب والبطولات.
الختام أسو بلون الحزن ليس علي فرق الأهلي الجماعية فقط. وليس علي الكرة بصفة خاصة ولكن حسرة علي ما سيحدث للمنتخب.
لا أتصور ابدا ان نجوم الأهلي الذين فشلوا امام الفريق النيجيري الجديد المتواضع.. هم الذين سيلعبون للمنتخب امام الجزائر؟!
ولا أتصور أنهم التشكيل الاساسي الذي سيلعب امام البرازيل في كأس القارات!! يانهار اسود؟!.. هذا لا يقلل أبداً من الزمالك الذي استفاق هذا الموسم.. لكنها الاستفاقة التي جاءت علي حساب الأهلي.. ولابد لمجلس إدارة النادي أن يبحث ويصدق فيما يحدث.. يحاسب المدربين. يجدد اللاعبين الذين "أتلفهم الهوي" علي رأي سي السيد في ثلاثية نجيب محفوظ!!